منقول باختصار من جريدة الوطن
«فدك» اسم يثير الشجون لكن زيارتها تكشف الأحزان والهموم، فالمدينة التي سجلت اسمها كعلامة فارقة في التاريخ الإسلامي، بين فرقتين وطائفتين، أصبحت رمزا لوحدة المسلمين ولآمالهم وطموحاتهم، فالآن تزورها العمائم البيضاء والسوداء وتتجولان سويا وهما تنظران إلى نخيلها «المبارك» بأسى، وتبتسمان وتتصافحان ثم ترحلان.. كل إلى تاريخه.
زيارة «فدك» باعتبارها مدينة صنعت تاريخا كانت بمثابة مفاجأة كنت أنتظرها، فعندما علمت من مسؤول قافلة الإعلام الخليجي التاسعة محمد الرشيد، والتي نظمتها هيئة السياحة والآثار السعودية، أن الرحلة ستمتد إلى «فدك» التاريخية «ونخيلها» الذي حفر لنفسه مكانة في وجدان المسلمين، اندهشت ثم رحت أسترجع الحكاية بالكامل عبر التاريخ، والأكثر مفاجأة أنك عندما تزور «فدك» الآن في القرن الخامس عشر الهجري، ستراها وقد احتفظت لك بتاريخها في القرن الأول الهجري.. البيوت.. البشر.. الهواء كل شيء يبدو وكأنه يتمسك بأزمنته وتاريخه، إلا ان النخيل النحيل الذي تساقطت عراجينه، ومات بعضه واقفا يحكي القصة بالكامل.
فكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد أن فرغ من قتال أهل خيبر من اليهود وفتحها، يلوي زمام ناقته المفضلة القصواء كي تتجه إلى «فدك» التي تقع ضمن نطاق حرة خيبر وتسمى حرة فدك أو حرة بني رشيد- الحرة هي الأرض البركانية السوداء والمملكة العربية السعودية بها نحو ثلاث عشرة حرة كبيرة وتقع على بعد 160 كيلو مترا شمال المدينة المنورة و280 كيلومتراً جنوب غرب حائل- وإذا برسل أهل فدك الذين فزعوا من سقوط خيبر يقابلون الرسول صلى الله عليه وسلم في خيبر أو في الطائف حسب رواية أخرى ويطلبون منه الصلح مقابل نصف نخيل فدك- وفي رواية مقابل كل النخيل- فقبل النبي ذلك منهم، فكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
وظلت «فدك» التي دخلت الإسلام طوعا منذ فتحها في العام السابع الهجري وحتى صعود النبي صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الاعلى في العام الحادي عشر الهجري، رمزاً للسلام والوداعة.
وبعد ذلك جاءت السيدة فاطمة رضي الله عنها والعباس إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق يلتمسان ميراثهما من رسول الله وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر اني سمعت رسول الله يقول «لا نورث ما تركنا صدقة انما يأكل آل محمد في هذا المال» واني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله يصنعه فيه إلا صنعته.
ويبدو ان السيدة فاطمة لم تكن قد سمعت بحديث ابيها، فاعترضت وبكت.. وهنا تحولت «فدك» إلى «جرح» في الضمير المسلم مازال البعض منا يصر على نكئه رغم دخول القصة كلها في ذمة التاريخ.
«فدك» اسم يثير الشجون لكن زيارتها تكشف الأحزان والهموم، فالمدينة التي سجلت اسمها كعلامة فارقة في التاريخ الإسلامي، بين فرقتين وطائفتين، أصبحت رمزا لوحدة المسلمين ولآمالهم وطموحاتهم، فالآن تزورها العمائم البيضاء والسوداء وتتجولان سويا وهما تنظران إلى نخيلها «المبارك» بأسى، وتبتسمان وتتصافحان ثم ترحلان.. كل إلى تاريخه.
زيارة «فدك» باعتبارها مدينة صنعت تاريخا كانت بمثابة مفاجأة كنت أنتظرها، فعندما علمت من مسؤول قافلة الإعلام الخليجي التاسعة محمد الرشيد، والتي نظمتها هيئة السياحة والآثار السعودية، أن الرحلة ستمتد إلى «فدك» التاريخية «ونخيلها» الذي حفر لنفسه مكانة في وجدان المسلمين، اندهشت ثم رحت أسترجع الحكاية بالكامل عبر التاريخ، والأكثر مفاجأة أنك عندما تزور «فدك» الآن في القرن الخامس عشر الهجري، ستراها وقد احتفظت لك بتاريخها في القرن الأول الهجري.. البيوت.. البشر.. الهواء كل شيء يبدو وكأنه يتمسك بأزمنته وتاريخه، إلا ان النخيل النحيل الذي تساقطت عراجينه، ومات بعضه واقفا يحكي القصة بالكامل.
فكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد أن فرغ من قتال أهل خيبر من اليهود وفتحها، يلوي زمام ناقته المفضلة القصواء كي تتجه إلى «فدك» التي تقع ضمن نطاق حرة خيبر وتسمى حرة فدك أو حرة بني رشيد- الحرة هي الأرض البركانية السوداء والمملكة العربية السعودية بها نحو ثلاث عشرة حرة كبيرة وتقع على بعد 160 كيلو مترا شمال المدينة المنورة و280 كيلومتراً جنوب غرب حائل- وإذا برسل أهل فدك الذين فزعوا من سقوط خيبر يقابلون الرسول صلى الله عليه وسلم في خيبر أو في الطائف حسب رواية أخرى ويطلبون منه الصلح مقابل نصف نخيل فدك- وفي رواية مقابل كل النخيل- فقبل النبي ذلك منهم، فكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
وظلت «فدك» التي دخلت الإسلام طوعا منذ فتحها في العام السابع الهجري وحتى صعود النبي صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الاعلى في العام الحادي عشر الهجري، رمزاً للسلام والوداعة.
وبعد ذلك جاءت السيدة فاطمة رضي الله عنها والعباس إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق يلتمسان ميراثهما من رسول الله وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر اني سمعت رسول الله يقول «لا نورث ما تركنا صدقة انما يأكل آل محمد في هذا المال» واني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله يصنعه فيه إلا صنعته.
ويبدو ان السيدة فاطمة لم تكن قد سمعت بحديث ابيها، فاعترضت وبكت.. وهنا تحولت «فدك» إلى «جرح» في الضمير المسلم مازال البعض منا يصر على نكئه رغم دخول القصة كلها في ذمة التاريخ.